وكان لأموال السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد عليها السلام الأثر البالغ، والركيزة الأولى، والمنعطف التاريخي الأهم في تثبيت دعائم الإسلام يومذاك وتقويته، إذ كان الدين الإسلامي برعما، وفي خطواته الأولى وفي دور التكوين، وكان بأمس الحاجة إلى المال لتبليغ رسالة السماء وبلوغ هدفه، فقيض الله سبحانه لخدمة الإسلام السيدة خديجة وأموالها، وبفضل مالها تحقق الهدف الأول المنشود، فكان ركنا من أركان الإسلام، وقد أشاد وأشار سبحانه وتعـالى بمـال خـديجة وما يترتب عليه من أثره العظيم في الدعوة إلى الله ونصرة الدين ﱡﭐ ﲙ ﲚ ﲛ ﱠ [الضحى: ٨]، أغناك بمال خديجة، وقال صلى الله عليه وآله: « ما نفعني مـال قـط ما نـفعني مال خديجة، وكان رسول الله يفك في مالها الغارم والعاني، ويحمل الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت غيرها في الرحلتين يعني رحلة الشتاء والصيف كانت طائفة من العير لخديجة عليها السلام وكانت أكثر قريش مالاً ([1])».
[1]() بحار الأنوار: المجلسي؛ ج19، ص63.
لا تعليق