حياة السيدة خديجة بنت خويلد: رائدة الأعمال وأم المؤمنين

نشأة السيدة خديجة بنت خويلد

نشأت السيدة خديجة بنت خويلد في بيت كريم من بيوت قريش، وسط أسرة عُرفت بالثراء والمكانة. وُلِدت بمكة عام 566م تقريبًا، وتربّت في بيئة حضارية مشجعة على العلم والتجارة، فصقلت شخصيتها القوية والذكية.

تميزت خديجة منذ شبابها بالكفاءة في إدارة الأعمال، وكانت تدير قوافلها التجارية وتُفاوض التجار بنفسها، محققة شهرة واسعة واحترامًا في مجتمع يندر فيه نجاح النساء في هذا المجال. لم تكن تجارتها مقتصرة على الربح فحسب، بل كانت تُعرف بعطائها للفقراء وحرصها على القيم النبيلة، ما جعلها نموذجًا في الجمع بين النجاح الأخلاقي والاقتصادي.

كان زواجها من النبي محمد ﷺ نقطة تحول، إذ كانت أول من آمن به ووقف إلى جانبه في دعوته، دعمًا ماديًا ومعنويًا. كانت شريكًا حقيقيًا في الرسالة، ومصدر سكينة وقوة في أحلك الظروف. قال عنها ﷺ: “آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني حين كذبني الناس…”.

لا تزال خديجة رمزًا خالدًا للمرأة المؤمنة، القوية، الريادية. إرثها العظيم يُلهم الأجيال في كيفية الجمع بين الطموح العملي والسمو الروحي، لتكون بحق قدوة لكل من تنشد النجاح والعطاء.

 

التعليقات معطلة.