تجارتها :

السيدة خديجة ورثت أموالاً طائلة من أبيها، قامت السيدة خديجة بما كانت تعرف به من الحكمة والحزم وحسن الإدارة بتنمية المال واستثماره. قال المجلسي: كان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواشي حتى قيل: إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان، وكان لها في كل ناحية تجارة، وفي كل بلد مال، مثل مصر والحبشة وغيرها ».

وكانت خديجة أغنى أهل مكة، وكان لها في كل قبيلة من العرب قريب من ألوف من النوق والخيل والغنم، لأنها قد زوجت عبيدها بجواريها، وفرقهم مع العرب، وأعطتهم بيوت الشعر، والخيل والإبل، وجعلوا يتوالدون ويكثرون، والدواب تلد وتكثر، وكان لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان.

وكانت تسافر بالتجارة إلى الشام والعراق والبحرين وعمان والطائف ومصر والحبشة وغيرها من الأمصار، ومعها العبيد والغلمان والوكلاء.

طرق وبلدان تجارة السيدة خديجة عليها السلام

◯ رحلة الشتاء والصيف:

كانت سيدتنا خديجة عليها السلام ذات المال العريض والتجارة الواسعة تمد شبه الجزيرة العربية وأطرافها وما حولها في قارة آسيا وأفريقيا بمختلف البضائع والمواد، فكانت حلقة الوصل بين أطراف العالم من الهند والصين إلى الشام وما حولها وبلاد فارس وأفريقيا.

بضاعة ذاك الزمان كانت من الحبوب والقطن والصوف والقماش إلى التوابل وأدوات الحرب والصناعة ومواد البناء، وكذلك الماشية واللحوم ومشتقاتها.

كانت البضائع تتنقل بين الهند والصين من موانئ اليمن جنوبا إلى بلاد الروم في الشام وفلسطين شمالاً إلى حواضر وبوادي تهامة والجزيرة، وإلى ساحل الخليج والعراق شمالاً، وإلى الحبشة ومصر جنوباً.

أموال السيدة خديجة وتقوية دعائم الإسلام:

وكان لأموال السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد عليها السلام الأثر البالغ، والركيزة الأولى، والمنعطف التاريخي الأهم في تثبيت دعائم الإسلام يومذاك وتقويته، إذ كان الدين الإسلامي برعما، وفي خطواته الأولى وفي دور التكوين، وكان بأمس الحاجة إلى المال لتبليغ رسالة السماء وبلوغ هدفه، فقيض الله سبحانه لخدمة الإسلام السيدة خديجة وأموالها، وبفضل مالها تحقق الهدف الأول المنشود، فكان ركنا من أركان الإسلام، وقد أشاد وأشار سبحانه وتعـالى بمـال خـديجة وما يترتب عليه من أثره العظيم في الدعوة إلى الله ونصرة الدين [الضحى: ٨]، أغناك بمال خديجة، وقال صلى الله عليه وآله : « ما نفعني مـال قـط ما نـفعني مال خديجة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفك في مالها الغارم والعاني، ويحمل الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة، وكانت قريش إذا رحلت غيرها في الرحلتين يعني رحلة الشتاء والصيف كانت طائفة من العير لخديجة عليها السلام وكانت أكثر قريش مالاً .