بيت النبوة – حياة خديجة مع النبي ﷺ قبل البعثة وبعدها


بيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لم يكن مجرد منزل سكني، بل كان المهد الأول لرسالة الإسلام. فيه بدأ نزول الوحي، وفيه عاشت خديجة والنبي ﷺ حياة ملؤها المودة والدعم والإيمان العميق. قبل البعثة: بيتٌ يجمع المودة والسكون قبل أن يُبعث النبي ﷺ بالرسالة، عاش مع خديجة خمسة عشر عامًا في حياة أسرية مستقرة:
  • كانت خديجة رضي الله عنها زوجة ناضجة، عاقلة، تُحسن تدبير البيت.
  • لم يعرف عنهما خلافات أو اضطرابًا، بل كان بينهما احترام متبادل.
  • عمل النبي ﷺ في تجارتها، وكانت تثق به تمامًا، مما زاد في الارتباط بينهما.
هذا البيت كان نموذجًا للسكينة كما وصفه الله في القرآن: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا…” [الروم: 21]. بعد البعثة: بيت يحتضن النبوة عندما نزل الوحي لأول مرة، عاد النبي ﷺ إلى بيت خديجة مرعوبًا، فكان بيتها أول مأوى للوحي وأول حضنٍ لرسالة السماء. بيت خديجة كان أول مدرسة للدعوة:
  • فيه تدرّجت الدعوة من السر إلى الجهر.
  • منه خرج النبي ﷺ يدعو إلى التوحيد.
  • وفيه استقبل النبي أول الصحابة والداخلين في الإسلام.
من داخل بيتها:
  • بدأت أولى حلقات تعليم التوحيد.
  • أُنجبت فاطمة الزهراء رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين.
  • عاش النبي ﷺ معها الأبوة، النبوة، والرسالة في مكان واحد.
مميزات بيت خديجة:
  1. السكينة النفسية: كان النبي ﷺ يجد فيه الراحة من عناء قومه.
  2. الدعم الكامل: لم تتردد خديجة في تقديم كل ما تملك من مال أو وقت أو مشورة.
  3. المشاركة الفعلية: كانت شريكة حقيقية في بناء المرحلة المكية من الدعوة.
دروس وعبر:
  • البيت المسلم يبدأ من قلبين مؤمنين.
  • المرأة المؤمنة تستطيع أن تكون الحضن الآمن للرسالة.
  • البيوت التي تحتوي على الوحي تحتاج إلى عقل خديجة وروحها.
خلاصة: بيت خديجة لم يكن فقط منزلًا يضم نبيًا وزوجته، بل كان حجر الأساس لبيت النبوة، ومنه أُسست الدعوة الإسلامية. لقد علّمتنا خديجة أن وراء كل دعوة عظيمة امرأة عظيمة، تعرف كيف تبني البيت وتحتضن الرسالة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *