أثر السيدة خديجة عليها السلام في تاريخ الإسلام


السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام لم تكن مجرد زوجة أولى للنبي محمد ﷺ، بل كانت أول قلب احتضن الرسالة، وأول صوت صدّق النبي، وأول مال نُصر به الإسلام. لقد كان لها أثر بالغ وعميق في تأسيس الدعوة الإسلامية، لا يُقاس بالكلمات، بل يُروى بالتاريخ.

1. الإيمان المبكر واليقين الثابت

كانت خديجة أول من آمن بالرسالة الخاتمة، قبل أن يُعلنها النبي ﷺ على العلن. آمنت به دون أن تطلب معجزة أو برهان، بل أيقنت به بعين القلب والعقل، فكانت سندًا نفسيًا ومعنويًا لا يُقدّر بثمن. قال عنها النبي ﷺ:
“آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس…”

2. الدعم المالي للدعوة في أصعب المراحل

لم تبخل خديجة بمالها، بل وضعت كل ما تملك في خدمة النبي ﷺ، فاشترى منه العبيد ليحررهم، وأعان به الضعفاء والمهاجرين، وأنفق منه على الدعوة في سنوات الحصار. قال النبي ﷺ:
“ما نفعني مال كمال خديجة.”

3. الاستقرار العاطفي والدعم النفسي للنبي ﷺ

حين نزل الوحي أول مرة، وارتجف النبي ﷺ، كانت خديجة أول من طمأنه بكلماتها الواثقة:
“كلا والله، ما يخزيك الله أبدًا…”
وبذلك كانت أول من آمن به، واحتضن دعوته، وثبّته في أصعب لحظة من عمر النبوة.

4. المكانة الخاصة في قلب النبي ﷺ

لم ينسها رسول الله ﷺ أبدًا، حتى بعد وفاتها، وكان يكرم صديقاتها، ويذكرها دومًا بالخير، مما جعل أثرها الإيماني والإنساني ممتدًا بعد رحيلها. وقد عدّ عام وفاتها مع أبي طالب “عام الحزن”، لفداحة فقدها.

5. الأثر الممتد في الذرية المباركة

من خديجة وُلدت فاطمة الزهراء عليها السلام، ومنها استمر نسل النبي ﷺ، وخرج أئمة أهل البيت، حملة الرسالة، ومصابيح الهداية.

خاتمة

إن خديجة لم تُكتب في تاريخ الإسلام كاسم، بل كأصل من أصوله، وركن من أركانه. فهي أول المؤمنات، وأم الأئمة، ومُعلّمة التاريخ كيف تكون المرأة ركيزة النبوة، لا تابعًا في الهامش.
إنها خديجة… صوت الإيمان الأول، ويد النصرة الممتدة، ونور المرأة في صدر الإسلام.

 
 
اطرح سؤالك على ChatGPT

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *