كيف نقتدي بالسيدة خديجة عليها السلام؟


السيدة خديجة عليها السلام ليست مجرد اسم في التاريخ، بل هي مدرسة عظيمة في الإيمان، والعقل، والكرامة، والعمل، والوفاء. وإذا أردنا أن نقتدي بها حقًا، فعلينا أن نستلهم من سيرتها طريقًا عمليًا في الحياة، لا أن نكتفي بترديد مآثرها.

1. الاقتداء بإيمانها العميق

كانت أول من آمن برسول الله ﷺ دون تردّد أو مساومة، في وقت لم يكن معه أحد. هذا الإيمان المبكر والمطلق يجعلنا نتعلم أن الثبات على الحق لا يحتاج إلى كثرة، بل إلى يقين.

2. الاقتداء بحكمتها في الاختيار

اختارت النبي ﷺ زوجًا لا لأجل مال أو جاه، بل لأجل أخلاقه وصدقه، وهذا درس عظيم لكل شاب وفتاة في بناء علاقاتهم على القيم، لا على المظاهر.

3. الاقتداء بعطائها

جعلت مالها في خدمة الدعوة، وأنفقت بسخاء، حتى قال ﷺ: “ما نفعني مال كمال خديجة”. فالاقتداء بها يكون بجعل ما نملك وسيلة لخدمة القيم، لا غاية للتفاخر.

4. الاقتداء بدورها في البيت والمجتمع

كانت زوجة حاضنة للرسالة، وأمًّا تربي بالحب، وسيدة مجتمع تدير تجارتها بكرامة. هذا يجعلنا نؤمن أن المرأة تستطيع أن تكون ناجحة في أسرتها ومجتمعها، دون أن تتنازل عن حيائها أو مبادئها.

5. الاقتداء بطهرها الداخلي

لقّبها أهل قريش بـ”الطاهرة”، لأنها عفّت نفسها عن الانحرافات المنتشرة، فكانت مثالًا للنقاء في زمن الفتن. هذا يجعل طهر الروح والخلق أساسًا لكل بناء.

خاتمة

الاقتداء بخديجة ليس شعارًا، بل مسؤولية. إنها ليست فقط “أم المؤمنين”، بل أم القيم الراسخة التي ما زالت تنير دروب النساء والرجال على حد سواء. فإذا أردنا أن نكون جديرين باسمها، فلنبدأ بالسير على نهجها: إيمانًا، وصدقًا، وكرمًا، ونقاء.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *