في حياة السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام كنوز من الدروس التي لا تقتصر على النساء فقط، بل هي دروس خالدة لكل إنسان يسعى للكرامة، والثبات، ونصرة الحق. لم تكن مجرد زوجة نبي، بل كانت أول مؤمنة، وأول من جعل من حياتها وقفًا للدعوة، وأول من واجه التحديات بصبر وإيمان وعقل راجح.
الدرس الأول: قوة الإيمان في زمن الضعف
كانت أول من آمن برسول الله ﷺ دون تردد، في وقت كانت مكة كلها تقف ضده. آمنت به لا لأنها رأت معجزة، بل لأن عقلها الصافي وضميرها النقي أدركا صدقه. هذا يعلّمنا أن الإيمان لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى يقين.
الدرس الثاني: العقل الراجح في اتخاذ القرار
اختارت محمدًا ﷺ زوجًا لا لماله ولا جاهه، بل لأخلاقه وصدقه، بينما رفضت كبار أثرياء قريش. كانت اختياراتها قائمة على القيم، لا على المظاهر، وهو درس في الحكمة لكل شاب وفتاة.
الدرس الثالث: المال وسيلة للخير لا غاية للتفاخر
لم تبخل بمالها، بل أنفقت كل ثروتها لنصرة النبي ﷺ والدعوة، فكان مالها وقودًا للرسالة في سنواتها الأولى. لقد فهمت أن المال بركة حين يُستثمر في الحق.
الدرس الرابع: الثبات في وجه الأذى
تحملت الحصار في شعب أبي طالب حتى انهكها الجوع والمرض، لكنها لم تضعف. كانت ترى أن نصرة النبي أغلى من راحة جسدها. صبرها يعلمنا أن الصبر على المبدأ أعظم من النصر العابر.
الدرس الخامس: الأمومة المربية والراعية
ربّت فاطمة الزهراء عليها السلام، فخرجت سيدة نساء العالمين. لم تترك التربية للحياة، بل كانت ترعى ابنتها بالقيم والحنان، فغَرست في فاطمة ما ورثه عنها الأئمة من بعد.
خاتمة
من حياة السيدة خديجة عليها السلام نتعلّم أن المرأة ليست ظلًا في التاريخ، بل صانعة له. وأن التضحية ليست ضعفًا، بل قوة في أعلى مراتبها. كانت خديجة نموذجًا للمرأة المؤمنة، العاقلة، الحرة، التي اختارت طريق الله، فخلّدها الله في قلوب عباده إلى الأبد.
وهكذا… تبقى خديجة درسًا لا يُنسى، ونورًا لا يُطفأ.
لا تعليق