سيدة قريش ونسب المجد


نسب السيدة خديجة ومكانتها في قريش

السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، تجتمع في نسبها مع النبي محمد ﷺ في جدّه الأعلى قصي بن كلاب، مما يجعلها من أعرق بيوتات قريش نسبًا وشرفًا.

لقد وُلدت في بيت من بيوت السيادة، فوالدها خويلد كان من كبار قريش وأهل الرأي والتجارة، وقد شهد “يوم الفجار”، وكان ممن يتصدّر المجالس في دار الندوة. هذا النسب الشريف أكسب خديجة مكانة اجتماعية مرموقة بين قومها.

أما مكانتها في قريش، فقد كانت فريدة من نوعها:

  • كانت تُلقب بـالطاهرة، لما عُرفت به من العفة، والصدق، والحكمة، وهي ألقاب نادرة لامرأة في بيئة كان يغلب عليها الجهل والانحراف.

  • كانت من أثرى نساء قريش، وتدير تجارة واسعة تمتد إلى الشام واليمن والحبشة، ما جعلها تُلقّب بـسيدة نساء قريش.

  • رفضت الزواج من كبار سادة قريش ممن عرضوا عليها، كأبي جهل وأبي سفيان، وهذا ما دلّ على قوة شخصيتها وعلو كعبها الاجتماعي والاقتصادي.

وقد اختارت محمدًا ﷺ زوجًا، لا لمالٍ ولا نسبٍ، بل لما عُرف به من صدق وأمانة، فكان هذا الاختيار علامةً على بُعد نظرها وسموّ عقلها.

مكانة السيدة خديجة في قريش لم تكن بسبب نسبها فقط، بل لأن سيرتها وأخلاقها جعلتها سيدة يُشار إليها بالبنان في زمن كانت المرأة فيه تُهمّش، فجعلت من ذاتها نموذجًا نادرًا للمرأة التي تصنع المجد بالإيمان والعقل والكرامة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *