(أقوال المستشرقين – خديجة في الشعر)

المستشرق الإنجليزي كارليل في كتابه الأبطال يقول:

«إن الصالحة خديجة أصغت إليه في دهشة وشك، ثم آمنت وقالت إي وربي إنه لحق، وأن محمداً شكر لها ذلك الصنيع، ورأى في إيمانها بكلمته الخاصة المقذوفة من بركان صدره جميلاً يفوق كل ما أسدت إليه من قبل، فإنه ليس أروح لنفس المرء ولا أثلج لحشاه من أن يجد له شريكا في اعتقاده … وإن هذا لصنع أغر ونعمة وفيرة وكذلك ما انفك محمد يذكر خديجة حتى لقي ربه».

المستشرق الروماني جيورجيو في كتابه نظرة جديدة في سيرة رسول الله:

«لم يكن محمد شاعراً حتى يصف خديجة بشعره، ولكنه كان كأي عربي يرى في المرأة جمال الطبيعة، وقد ظل خمسة وعشرين سنة وفيا من غير أن يفكر في غيرها، فبالإضافة إلى أنها بهذه الخصال الحميدة العديدة كانت صديقة وفية لمحمد، وكلما رجع إليها يستشيرها دلته على أفضل السبل، وكثيراً ما كان يستفيد من آراء تلك المرأة، فقد كانت خديجة أول من آمن بمحمد ومع أنها امرأة، فإنها تاجرة، والتجار لا يفكرون في مسائل غير مربحة، لقد آمنت به منذ أن أطلعها على نبوته، ومنذ ذلك اليوم وهي تصرف أموالها في سبيل الاسلام، حتى ماتت وهي لا تملك شروى نقير».

 

المستشرق الإيطالي غابريلي يتناول مواقف السيدة خديجة في كتابه محمد والفتوحات الإسلامية فيقول:

«هي المرأة الأولى التي احتلت مكانة دائمية في حياته، وظلت تمثل الشخصية الأنثوية الأكثر تعاطفا معه خلال سيرته من بين كثير من زيجاته اللواتي جئن بعدها…. وأنها دعمت وشجعت الدعوة، وكانت طيلة مدة حياتها، المرأة الوحيدة التي حظيت بقلب النبي الشاب وعاطفته واحترامه وعاشت دعوته».


خديجة في الشعر

مما قيل في حقها من الشعر

للشاعر المعاصر: مرتضى الشراري العاملي

سبعٌ من السنواتِ قبل دخولهم
في الدينِ صلّتْ والإمامُ محمّدُ

هذي خديجةُ، يا يراعُ ألا انحنِ
أولى بحبركَ من بحارٍ يُرفدُ

تتنفّس الأشعارُ ذكرَ خديجةٍ
بمديحِها غُررُ القصائدِ تُنشَدُ

مَن مثلُها أعطى الرسالة مالَه؟
الشِعبُ يشهدُ والصحيفةُ تشهدُ

مَن مثلُها الحِضنُ الرؤومُ لأحمدٍ
لمّا الطغاةُ قسوا عليه وهدّدوا؟!

ما صدّقتهُ لأنّها هي زوجُه
ما هكذا ثمرُ الفضائلِ يُحصَدُ

لكنْ هو العشقُ المقدّسُ للهدى
وصفاءُ قلبٍ للهدايةِ يُرشدُ

ولذا اصطفاها الربُّ زوجًا للهدى
مهدًا به فجرُ الرسالةِ يُولَدُ

روّتهُ عزمًا، ناصرتهُ بمالِها
لم تألُ جهدًا والأعادي تجهدُ

نورانِ خلفَ المصطفى بصلاتِهِ
أمُّ البتولِ وزوجُها المتفرّدُ

يا شعرُ، هل تبغي مديحَ خديجةٍ؟
أنّى إلى أعلى السماءِ ستصعدُ؟!

ألديكَ أجنحةُ البيانِ أشدُّها؟
أم أنّ قلبَك من عُلوٍ يرعدُ؟

ستكونُ فحلاً إن بلغتَ سفوحَها
فسفوحُها فيها النجومُ تغرّدُ!

زوجُ الرسولِ. ولا يُثنّى فوقَها
إنّ الكمالَ بطبعِهِ لا يُرفدُ

أمُّ البتولِ. كفى بها من محتدٍ
لمن البتولُ لها تُشِعُّ وتُولَدُ

كم مدّعٍ عشقَ الرسولَ وإذ بهِ
عن ذكرِها وهي الفريدةُ يقعدُ!

فترى سطورًا أجدبتْ من ذكرِها
وحناجرًا بمديحِها لا تُنشِدُ!

عجبًا لهم! وخديجةُ في حِجرِها
فجرُ الرسالةِ قد بدا يتوقّدُ

هي رابعُ الكمِلاتِ، أفضلُ زوجةٍ
آوى إليها وانتقاها أحمدُ

بِكرًا تزوّجها الرسولُ ولم يكنْ
بعلًا لها إلا الرسولُ محمّدُ