(دارها – موقعها – وصفها – حالها اليوم – صورها – تفاصيلها الداخلية والخارجية)
● في ذكر الدار ومكانها:
قال الكجوري في الخصائص: اعلم أن مولد الزهراء Rكان في مكة في بيت خديجة المعروف بدار خزيمة، واليوم يعرف بمولد فاطمة عليها السلام .
قال تقي الدين المكي في ذكر الأماكن المتبركة: ومنها مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت المصطفى صلى الله عليه وآله ، وهو مكان مشهور من دار أمها خديجة أم المؤمنين عليها السلام . وقال: وأما الدور المباركة بمكة فمنها دار أم المؤمنين Rويقال لها الآن) مولد فاطمةعليها السلام (وفيها ثلاثة، مواضع تقصد بالزيارة متلاصقة: أحدها الموضع الذي يقال له (مولد فاطمة عليها السلام ) والموضع الذي، يقال له (المختبأ) وبها مواضع أخر على هيئة المسجد. وهذه الدار أفضل الأماكن بمكة بعد المسجد الحرام.
وجاء في أخبار مكة للأزرقي المتوفى سنة (250 هـ): قال في حدود بيت خديجة عليها السلام : يسمى الزقاق الذي فيه هذه الدار – زقاق العطارين- أما اليوم فيسمى، (زقاق الحجر) ويقال لهذه الدار (مولد فاطمة الزهراء ).
قال المحقق النراقي j المتوفى سنة (1244هـ) :(وفي مكة أماكن شريفة أخرى –غير عرفات والحطيم وغيرها- وفي إتيانها فضل كامل، منها دار خديجة، التي هي دار الوحي، ومولد سيدة نساء العالمين، وهي في سوق الصباغين الذي هو قرب الصفا والمروة، واقعة يمين من يمشي من الصفا إلى المروة، ولها قبة معروفة ويتصلها مسجد يستحب إتيانها، وصلاة التحية فيها، وطلب الحوائج والمسألة).
قال البتنوني بعد ترسيمه في سنة (1327هـ) الهجرية المكان التقريبي لبيت السيدة خديجة عليها السلام المشهور ب (مولد السيدة فاطمة ) بمكة: أما مولد السيدة فاطمة ففي درب الحجر، وهو دار خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وفيها ولدت جميع أولادها منه.
● وصف الدار ومكانها:
يقول البتنوني في كتابه الرحلة الحجازية:
وهذه الدار قد ارتفع عنها الطريق أيضا، فينزل إليها بجملة درجات توصل إلى طرقة، على يسارها شبه مصطبة مرتفعة عن الأرض بنحو ثلاثين سنتيمترا ومسطحها نحو عشرة أمتار طولا في أربعة عرضا وفيها كتاب يقرأ فيه الصبيان القرآن الشريف، وعلى يمينها باب صغير يصعد إليه بدرجتين يدخل منه إلى طرقة ضيقة عرضها نحو مترين وفيها ثلاثة أبواب: الذي على اليسار لغرفة صغيرة يبلغ مسطحها ثلاثة أمتار طولا في أقل منها عرضا. وهذا المكان كان معدا لعبادته صلى الله عليه وآله ، وفيه كان ينزل الوحي عليه، وعلى يمين الداخل إليه مكان منخفض عن الأرض يقولون إنه كان محل وضوئه صلى الله عليه وآله. والباب الذي في قبالة الداخل إلى الطرقة يفتح على مكان واسع يبلغ طوله نحو ستة أمتار في عرض أربعة، وهو المكان الذي كان يسكنه صلى الله عليه وآله مع زوجته خديجة رضى الله عنها.
أما الباب الذي على اليمين فهو لغرفة مستطيلة عرضها نحو أربعة أمتار في طول نحو سبعة أمتار ونصف، وفي وسطها مقصورة صغيرة أقيمت على المكان الذي ولدت فيه السيدة فاطمة عليها السلام ، وفي جدار هذه الغرفة الشرقي رفّ موضوع عليه قطعة من رحى قديمة يقولون: إنها من رحى السيدة فاطمة التي كانت تستعملها في حياتها.
وعلى طول هذا المسكن والطرقة الخارجة والمصطبة من جهة الشمال فضاء مرتفع بنحو متر ونصف يبلغ طوله نحو ستة عشر مترا وعرضه نحو سبعة أمتار، وأظن أنه المكان الذي كانت السيدة خديجة تخزن فيه تجارتها. وهذه الدار التي كانت مقرا له صلى الله عليه وآله ومحل إقامته في مكة ومبعثه إلى الخلق كافة إذا نعمت بها نظرك وأمعنت فيها فكرك لا تراها إلا البساطة بنفسها: دار تحتوي على أربع غرف، ثلاث داخلية، منها واحدة لبناته، وثانية له ولزوجه، وثالثة له ولربه، والرابعة بمعزل عنها له ولعموم الناس … الخ. ولما هاجر صلى الله عليه وآله إلى المدينة استولى على هذه الدار عقيل بن أبي طالب. ثم اشتراها منه معاوية بن أبي سفيان فجعلها مسجدا. وعمّرت في زمن الناصر العباسي، وقد وضع في حائط الطرقة الخارجية على يسار الداخل لوح: من الرخام مكتوب عليه بالحروف البارزة (بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة مربد مولد الزهراء البتول فاطمة سيدة نساء العالمين بنت الرسول محمد المصطفى المختار …) الخ. ثم عمّرها بعد ذلك الأشرف شعبان ملك مصر ثم الملك المظفر صاحب اليمن، ثم السلطان سليمان سنة 935 هـ.
● مكان الدار اليوم:
من ذهب إلى مكة المكرمة ووقف بين الصفا والمروة يجدُ بابا اسمه باب السلام، يقع مكان دار السيدة خديجة عليها السلام بالقرب من باب السلام وعلى بعد أمتار قليلة من بعض المرافق الصحية والله أعلم.
● صورة الدار:
في الصورة أدناه منظر عام لدار السيدة خديجة عليها السلام وتظهر فيه غرف المنزل وساحاته كما وصفت في الكتب القديمة:
صورة تقريبية لمخطط دار السيدة خديجة عليها السلام وقد رُسِمَ هذا المخطط التقريبي من واقع الاستكشاف الميداني للدار في عام (1410 هـ).
1 | حجر مولد السيدة فاطمة عليها السلام | 5 | صحن ما بين الرواقين المقدم والمؤخر |
2 | حجرة قبة الوحي | 6 | الرواق المؤخر |
3 | حجرة المختبأ | 7 | دار أبي سفيان |
4 | الرواق المقدم للمسجد | 8 | موضع مربد مولد فاطمة عليها السلام |
يظهر الجانب الشرقي الشمالي من المسعى قبل التوسعات الأخيرة، مما يجعل موقع الدار في الوقت الحاضر على مسافة أقرب من المسجد الحرام.
في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة (1410 هـ) وضع سياج من الألواح المعدنية حول الدار، وأدخلت معدات ثقيلة للحفر والتجريف، وفي هذه الصورة إيضاح لعمليات الحفر ويظهر فيها جزء من الجدار الغربي لمدرسة تحفيظ القرآن التي كان قد أقامها الشيخ عباس قطان بموافقة الملك عبد العزيز فوق موقع دار السيدة خديجة عليها السلام
● تفاصيل الدار من الداخل:
● تفاصيل الدار من الداخل:
المختبأ، وهو مصلى النبي صلى الله عليه وآله ، قال الفاسي: وهو موضع ملاصق لقبة النبي صلى الله عليه وآله أو حجرة السيدة خديجة عليها السلام .
الجزء السفلي والعلوي من المحراب في حجرة مصلى النبي صلى الله عليه وآله، حيث يظهر بموضع سجوده صلى الله عليه وآله حجر مسدس الشكل قطره كقطر أصبع اليد، ووضع هذا الحجر في وسط المحراب
تخيلي ثلاثي الأبعاد لشكل الدار، والمسجد، وموضع المربد، ومدخل الدار، والقباب الثلاث التي كانت في عهد الفاسي.
بعد إضافة الدور المحيطة بدار السيدة خديجة لبناء مسجد مجاور لدار السيدة خديجة عليها السلام .
دار السيدة خديجة عليها السلام بعد أن دكت برمال ناعمة.
خارطة تقريبية لبعض المعالم قرب الحرم الشريف ومنها دار السيدة خديجة عليها السلام