أسئلتكم عن السيدة خديجة عليها السلام…

نشأت السيدة خديجة في بيت شرف وسؤدد، وتربّت على القيم الرفيعة، واكتسبت منذ صغرها صفات القيادة، والتدبير، والكرم، مما مكّنها من نيل احترام المجتمع المكي وتقديره.

لأنها عُرفت بحسن الخلق، وعفّة النفس، ونزاهة السلوك، فكان المجتمع يُجلّها ويشهد لها بنقاء السيرة وسموّ السلوك، حتى في زمن كان يشتهر بفساد الأخلاق وتقلّب المبادئ.

كانت خديجة رائدة في التجارة، تدير أعمالها بحكمة وذكاء، وتوظف من تثق به للسفر بتجارتها. وكانت تُعرف بصدقها وأمانتها، مما جعل تجارتها تزدهر وتحقق أرباحًا واسعة.

لأنها كانت تجسيدًا للمرأة المتكاملة: عقلٌ راجح، روحٌ طاهرة، مكانة رفيعة، وأخلاقٌ نبيلة. اجتمعت فيها مقوّمات القيادة الإنسانية التي ندر وجودها في عصر الجاهلية، فجاء الإسلام ليُخلّد سيرتها لا ليبدأها.

اختيارها للنبي ﷺ كان تعبيرًا عن ثقتها في أمانته وصدقه، فقد شاع ذكره بين أهل مكة بأنه “الصادق الأمين”، مما جعلها ترى فيه رجلًا يختلف عن سائر الرجال، فكان قرارها خطوة مفصلية في مسارها ومصيره.

كانت خديجة عليها السلام داعمة للمحتاجين، راعية لأعمال الخير، حاضرة في شؤون مجتمعها، تُقدّر بين النساء والرجال على السواء، وكان يُستشار رأيها في الأمور التجارية والاجتماعية.

كانت أكثر من مجرد تاجرة، فقد جمعت بين الثبات القيمي، والنضج العقلي، والحنو الإنساني، وكأن الله اصطفاها لتكون قلبًا كبيرًا يحيط بالنبي ﷺ قبل أن يبدأ الوحي، تمهيدًا لمرحلة الرسالة.