اكتشف سيرة أعظم امرأة آمنت برسالة السماء، ورافق نداء الطهر والإيمان من قلب مكة مع خديجة الكبرى — الصديقة الكاملة — كما لم تقرأها من قبل - هذا الملخص مستخرج من كتاب “خديجة الكبرى: الصديقة الكاملة” لسماحة الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ فوزي آل سيف

الفصل الأول ( النسب والنشأة ) 

📌 نسب السيدة خديجة عليها السلام
هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، من قبيلة قريش، وهي من أعرق بطون قريش وأشرفها.

يلتقي نسبها مع نسب النبي محمد ﷺ عند الجد الخامس قصي بن كلاب، مما يجعل نسبها رفيعًا للغاية في المجتمع المكي.

أما والدتها فهي فاطمة بنت زائدة بن الأصم من بني عامر بن لؤي، وهي أيضًا قرشية أصيلة.

وبهذا فإن خديجة عليها السلام جمعت بين نسب رفيع من الأب والأم، مما جعل لها مكانة مميزة بين نساء قريش، حتى لقبت بـسيدة نساء قريش.


📌 عائلتها ومكانتها
ينتمي والدها خويلد بن أسد إلى الزعماء البارزين في مكة، وكان من أهل الرأي والحكمة، حضر حرب الفجار، ودافع عن حرمة الكعبة، وكان يُحترم رأيه في مجالس قريش.

وكانت عائلتها عريقة، مشهورة بالكرم وحسن الجوار، والعقل الراجح، والتجربة الواسعة في إدارة شؤون التجارة والحياة الاجتماعية، وهذا كله انعكس على شخصية خديجة عليها السلام.


📌 ولادتها ونشأتها
ولدت خديجة عليها السلام في مكة قبل عام الفيل بنحو 15 عامًا تقريبًا، أي حوالي سنة 555 للميلاد.
نشأت في جو من الطمأنينة والوجاهة، وتلقت تربية عالية الأخلاق، مستمدة من قيم قريش الأصيلة، فكانت منذ صغرها تعرف بسمعتها الطيبة وعفافها.

اشتهرت بخُلقها الحسن ونظافة يدها وطيب سيرتها بين نساء مكة، حتى لقبت في الجاهلية بـالطاهرة.


📌 صفاتها وأخلاقها المبكرة
منذ نعومة أظفارها، تميزت خديجة بعدة صفات:
✅ الحياء والوقار
✅ الذكاء الاجتماعي والحنكة
✅ القدرة على تحمل المسؤولية
✅ الحكمة والقدرة على حسن التدبير

وكانت تحضر مجالس النساء وتتعلم من كبار قومها، وتعرف أخبار التجارة والقوافل، وهو ما أتاح لها لاحقًا إدارة تجارتها بنفسها بثقة واقتدار.


📌 وضع النساء في مكة وأثره على نشأتها
المرأة المكية عمومًا قبل الإسلام كانت محصورة الأدوار، إلا أن بعض البيوت الكريمة — مثل بيت خديجة — أتاح لها مساحة لتكون حاضرة في التجارة وإدارة الأموال.
فاستطاعت خديجة أن تنشأ قوية الشخصية، تعرف قدر نفسها، قادرة على التعامل مع كبار قريش باحترام وثقة.


📌 مكانة خديجة قبل الإسلام
لأنها من بيت شريف عريق، وصاحبة مال وتجارة واسعة، ولها أخلاق كريمة، فقد كانت محط أنظار كبار قريش وأشرافها، وعرض عليها الكثيرون الزواج لكنها لم تجد فيهم ما ترتضيه لنفسها من الأخلاق العالية.

لذلك اجتمع لها قبل البعثة:

  • النسب الرفيع

  • الثروة الطائلة

  • السمعة الطيبة

  • اللقب الشريف (الطاهرة)

وهذه كلها عوامل جعلتها امرأة استثنائية في مكة، ومهيأة لحمل دور عظيم في نصرة النبي ﷺ فيما بعد.


📌 خلاصة الفصل:
خديجة بنت خويلد عليها السلام نشأت في بيئة راقية من حيث النسب والمال والوجاهة، لكنها مع ذلك حملت تواضعًا وحياءً وكرمًا قلّ نظيره، حتى لقبت بسيدة نساء قريش، وكانت بحق نموذجًا مشرقًا للمرأة المكية القوية ذات المبادئ قبل أن تشرق شمس الإسلام.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *